للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يرد على هذا مسألة الجهاد -أن بر الوالدين أفضل من الجهاد- لأن الجهاد فيه تعريض للنفس بالقتل، والقتل يُقلق راحة الوالدين.

وقوله: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} مستسلمون شرعًا وقدَرًا، لكن الاستسلام القدري لا مدح فيه، لأنه سيكون سواء قلته أم لم تقله، لكن يُحمد على الصبر عليها؛ لأن الصبر على المصائب استسلامٌ شرعي.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - وجوب الإقرار بالإيمان باللسان، كما هو واجب بالقلب؛ لأن قوله: {قُلْ} يعني باللسان المعبر عما في القلب، وإن الخطاب الموجَّه للرسول - صلى الله عليه وسلم - خطابٌ له وللأمة في قوله: {قُلْ آمَنَّا} ولم يقل: (قل آمنت) فهذا له وللأمة.

٢ - أن الإيمان بالله هو أصل كل شيء، مقدّم على كل شيء؛ لقوله: {آمَنَّا بِاللَّهِ}، وجعل ما بعده معطوفًا عليه.

٣ - وجوب الإيمان بما أنزل علينا، وهو القرآن، يجب الإيمان به تصديقًا بالخبر، وامتثالًا للأمر، واجتنابًا للنهي؛ لأنه شريعة ومنهاج لنا.

٤ - وجوب الإيمان بما أنزل على الرسل السابقين؛ لقوله: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} إلى آخره. ولكن الإيمان بما أُنزل إليهم هو التصديق بما جاءت به هذه الكتب من الأخبار، وأما الأحكام فإن ما خالف شرعنا ليس شرعًا لنا بالاتِّفاق، وما وافق شرعنا هو شرع لنا بالاتفاق، لثبوته بشرعنا، وما لا هذا ولا هذا، ففيه خلاف بين العلماء، والصواب أنه شرع لنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>