للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنهم على باطل، وأن الحق في خلافهم؛ لقوله: {وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ} لكن الذي يمنعهم هو الاستكبار.

٨ - إثبات إحاطة الله سبحانه وتعالى بكل شيء علمًا ورقابة؛ لقوله: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.

٩ - أن من صفات الله مَّاَ هو سلبي أي منفي، وهذا كثير في القرآن، قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: ٦٥].

* * *

• ثم قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: ١٠٠].

أولًا: هذا الحكم مصدر بالنداء: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا} وتصدير الحكم بالنداء يدل على الاهتمام به، والعناية به، وذلك لأن النداء يتضمن تنبيه المخاطب، والتنبيه لا يكون إلا لأمر هام تجب العناية به. ثم صار النداء موجهًا للذين آمنوا من باب الإغراء لقبول ما يأتي تصديقًا به إن كان خبرًا، وامتثالًا له إن كان طلبًا أمرًا ونهيًا، لأن وصفهم بالإيمان يقتضي أن يقوموا بمقتضى هذا الخطاب الموجه لهم. كما لو قلت لشخص: يا رجل افعل كذا، يعني أن مقتضى رجولتك أن تفعل هذا. فإذا قلت: يا مؤمن افعل هذا، فالمعنى أنه من مقتضى إيمانك أن تفعل هذا، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا} يعني من مقتضى إيمانكم أن تنتبهوا لما سيلقى عليكم. ولهذا قال ابن مسعود (١) - رضي الله عنه -: إذا


(١) أخرجه سعيد بن منصور في سننه ١/ ٢١١، وابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٩٦، وابن كثير في تفسيره ١/ ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>