للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَمَا ضَعُفُواْ} أي ما ضعفت عزيمتهم حتَّى لو قتل الكثير منهم، فإنها لا تضعف عزيمتهم خلافًا لمن كان عنده جبن فإنه تضعف عزيمته إذا قُتل أحد من قومه.

{وَمَا اسْتَكَانُوا}: من الاستكانة وهي الذل، أي: ما ذلوا لعدوهم مع أنَّه قُتل منهم كثير لكن كانوا على عزة؛ لأن الذي يعلم أن من قتل من قومه في سبيل الله لا يهتم إذ إنه مؤمن بأنه لو قتل هو لكان مقتولًا في سبيل الله، فلا يذل لأعداء الله.

{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}:

يحب الصابرين الذين يصبرون على كل ما يجب عليه الصبر، والصبر ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله، يعني أن الإنسان يصبر نفسه على الطاعة ولا يضجر منها ولا يدعها، وصبر عن معصية الله، يعني أن الإنسان يصبر نفسه عن المعصية فلا يقدم عليها، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فلا يتسخط بما يقضيه الله عليه من الأشياء المؤلمة.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن الله سبحانه وتعالى له عناية خاصة بهذه الأمة، حيث يسليهم بما حصل للأمم السابقة؛ لقوله: (وكأين من نبي قُتِلَ) على قراءة الوقف.

٢ - أن الجهاد مشروع في غير هذه اللأمة؛ لقوله: {قَاتَلَ} والقتال من الأنبياء وأتباعهم لا يكون إلَّا عن جهاد وهو كذلك.

٣ - الثناء على من سبق ممن يستحق الثناء، ولهذا قال: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>