للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولي؛ وذلك لأن الوعيد عليهم بما يكون في الآخرة غير مُجد في هذا المقام؛ لأنهم أصلًا لا يؤمنون بمن أنذر بهذا حتى يقال إنهم لا يهلكون إلا أنفسهم. ولكن الواقع أن هذا غير وارد، يعني بمعني أن الله يتكلم عن الأمر الواقع، فالآية محتملة للمعنيين.

{وَمَا يَشْعُرُونَ}: يعني ما يشعرون أنهم أضاعوا الوقت في محاولة إضلالكم، ونسوا أنفسهم؛ لأن الإنسان في غمرة الغلبة، أو حب الغلبة، وسكرة حب الظهور ينسي، ولا يشعر بالوقت إذا ضاع عليه. فهؤلاء لا يشعرون بأن الوقت ضاع عليهم بانشغالهم بطلب أو بمحاولة إضلالكم. والشعور هو المعني النفسي الذي يشعر به الإنسان في نفسه توبيخًا وتنديمًا أحيانًا، أو عكس ذلك تفريحًا وتفاعلًا.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان عداوة أهل الكتاب للمسلمين حيث يودون لهم الإضلال، والطائفة من القوم، والغالب أن مشرب بقية القوم مشربها، فإذا كانت هذه الطائفة تود هذا فغيرها كذلك.

٢ - التحذير من أهل الكتاب وأنهم يحاولون صد المسلمين عن دينهم كالمشركين، وكل من الطائفتين تودان من المسلمين الضلال، يقول تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: ٨٩] وقال تعالى عن المشركين من قريش: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: ٢]، فكل المشركين، وكل الملحدين، وكل من ادعي أنه صاحب كتاب، كلهم يودون من المسلمين أن يكفروا ويضلوا بعد هدايتهم وإيمانهم. وإذا كان كذلك فيجب علينا

<<  <  ج: ص:  >  >>