للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}:

(لعل) هنا للتعليل، أي لأجل أن تهتدوا، والهداية هنا شاملة لهداية التوفيق، وهداية الإرشاد والدلالة. أي لتهتدوا اهتداءً علميًا، وتهتدوا اهتداءً عمليًا، الاهتداء العلمي هو هداية الإرشاد والدلالة، والاهتداء العملي هداية التوفيق؛ لأن الإنسان بفطرته كلما تبين له شيء من آيات الله ازداد إيمانًا ويقينًا وعملًا. وقد ذكرنا أن (لعل) للتعليل وهي كثيرة في القرآن بهذا المعنى. وتأتي للرجاء، وتأتي للإشفاق، الرجاء ضد الإشفاق، "الإشفاق": الخوف، و"الرجاء": الأمل، فإذا قلت لشخص: استغفر الله لعل الله أن يغفر لك، هذا رجاء، وإذا قلت: لا تمش في هذا الطريق فلعلك تهلك، هذا إشفاق، والتعليل أيضًا معروف من السياق.

[من فوائد الآية الكريمة]

من فوائد قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}:

١ - وجوب الاجتماع على شرع الله؛ لقوله تعالى: {جَمِيعًا}.

٢ - وجوب التحاكم إلى شرع الله؛ لأن الاعتصام به يقتضي أن يكون هو المحكَّم.

٣ - أن الاجتماع عصمة؛ لقوله: {وَاعْتَصِمُوا} فاجتماع الأمة الإسلامية عصمة لها داخليًا، وعصمة لها خارجيًا، أما خارجيًا فإن الأمة الإسلامية إذا اجتمعت هابها الأعداء ورأوا أنها أمامهم كالجبال الصم التي لا يستطيعون لها صعودًا. وإذا تفرقت تمزقت فدخل الأعداء. أيضًا عصمة داخلية لأنهم إذا اجتمعوا على

<<  <  ج: ص:  >  >>