للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن المرتد إذا بقي على ردته فإنه لا تقبل توبته عند الموت؛ لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ}، وهذا لا يكون إلا بالردة.

٢ - أنه كلما تمادى الإنسان في الكفر، ولم يتب، فإنه يزداد؛ لأن كل وقت عليه يزداد وزرًا إلى وزره، كما أن المؤمن يزداد أيضًا بزيادة الأيام إيمانًا؛ لأن كل يوم يمرُّ عليه وهو مؤمن فإنه يضيف إيمانًا إلى إيمانه.

٣ - أن من تاب قبل أن يحضر أجله فإن الله تعالى يتوب عليه، كما في الآيات السابقة وهي قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا}.

٤ - أن من استمر كفره فهو ضال، وذلك لأنه اجتنب طريق الحق. وكل من اجتنب طريق الحق فهو ضال؛ لقول الله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [يونس: ٣٢] فالطرق: إما حق، وإما ضلال. فمن لزم الشريعة فهو مع الحق، ومن خالف الشريعة فهو مع الضلالة.

* * *

• ثم قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [آل عمران: ٩١].

وهذه المرتبة الثالثة: كفروا وبقوا على الكفر إلى الموت، فهؤلاء قال: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} ولم يقل: فلن تقبل توبتهم؛ لأنهم لم يتوبوا، بل ماتوا على الكفر، فلم يبق أمامهم إلا الفداء، أن يفتدوا أنفسهم بشيء. يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>