للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - أن الإنسان لا يخلو من الإسراف على نفسه إما في غلو وإما في تقصير، وجه ذلك أن سؤالهم الله أن يغفر لهم الإسراف يدل على وجود هذا الشيء، وأنت إذا تأملت نفسك وجدت أنك لن تخلو من الإسراف.

٥ - أن الإنسان مفتقر إلى تثبيت القدم من الله عزّ وَجَلَّ؛ لقوله: {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}، وقد ذكرنا أن هذا يشمل ثلاثة مواطن: عند مواجهة الأعداء، وعند الشبهات، وعند الشهوات.

٦ - أن الله إذا لم ينصرك على عدوك، فإنك لن تنتصر؛ لقوله: {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} فإن قلت: هل هذا يعارض أمر الله عزّ وَجَلَّ باتخاذ ما نستطيع أو بإعداد ما نستطيع للأعداء من القوة؟ فالجواب: لا، لأنك إذا سألت الله شيئًا فإن المطلوب منك أن تسعى في حصوله وإيجاده، ولهذا لو سألت الله الجنَّةَ، فالمطلوب منك أن تعمل لها لا أن تقول: اللهم إني أسألك الجنَّةَ وتترك العمل، كذلك إذا سألنا الله أن ينصرنا على القوم الكافرين فان علينا أن نفعل من الأسباب ما نستطيع، سواء كانت هذه الأسباب معنوية أو مادية.

* * *

• ثم قال الله تعالى مبينًا ما ترتب على حسن حالهم ومقالهم: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: ١٤٨]:

{فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} آتاهم: أي أعطاهم الله. و"أتى": تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر؛ لأنها من باب كسا وأعطى.

<<  <  ج: ص:  >  >>