للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثلاثة فإننا نقول على القاعدة أنها تحمل عليها كلها، كل ما تحتمله الآية من معنى ولا تناقض بين المعاني فإنه يجب أن تحمل عليها كلها، فإن كانت المعاني تتناقض أو تتعارض فإنه يطلب المرجح, لأنه لا يمكن أن يحمل الكلام على الشيء وضده.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن المتقي لا يكون معصومًا من فعل الفاحشة أو ظلم النفس؛ لأن الله لم يقل: وهم لا يفعلون الفواحش أو لا يظلمون أنفسهم، بل قال: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} ففعل الفاحشة لا يخدش التقوى إذا استغفر الإنسان وتاب، وقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (١)، وصحَّ عنه أنه قال عليه الصلاة والسلام: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" (٢). إذن ليس الشأن في أن لا يفعل الإنسان المعصية، كل إنسان لابد أن يعصي، لكن الشأن في أنه إذا فعل المعصية رجع إلى الله.

٢ - أن الذنوب تنقسم إلى قسمين: فواحش ودونها؛ لقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}، و (أو) هنا للتنويع، وهذا متفق عليه بين العلماء أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، ولكن ما هو الضابط للكبائر والصغائر؟ بعض العلماء يقول: إن


(١) رواه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، رقم (٤٢٥١). ورواه الدارمي، كتاب الرقاق، باب في التوبة، رقم (٢٧٢٧).
(٢) رواه مسلم، كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة، رقم (٢٧٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>