للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ثم قال تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران: ١٩٣]:

نقول في: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا} مثل ما قلنا في: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ} أو {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} أي: أنها منادى حذف منها "ياء النداء".

{إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا}:

سمعوا مناديًا ينادي للإيمان، جملة (ينادي للإيمان) صفة لقوله: (مناديًا) لكن فائدتها أنها بيَّنت ماذا ينادي له؛ وذلك أن المنادى قد ينادي لكذا ولكذا، فبيّنت ماذا ينادي له. فهي إذن صفة لـ"مناديًا".

وقوله: {أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ}:

"أن" هذه تفسيرية، لأنها جاءت بعد جملة تتضمن معنى القول دون حروفه، وكل "أَنْ" تقع بعد جملة تتضمن معنى القول دون حروفه فإنها تسمى تفسيرية، فهي بمعنى "أي" ومنه قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} [المؤمنون: ٢٧] يعني: "أي اصنع الفلك". "فأَنْ" هنا تفسيرية.

وقوله: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا}:

"الفاء" هذه عاطفة ولكنها تفيد السببية؛ لأنها عطفت جملة على جملة.

وقوله: {سَيِّئَاتِنَا}: بالكسر مع أنه مفعول به؛ لأنها "جمع مؤنث سالم".

<<  <  ج: ص:  >  >>