للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {مَعَ الْأَبْرَارِ} ظرف، ولكن هنا المراد بالمعية المعية الحكمية لا الزمنية؛ لأن ميتات الأبرار تختلف.

يقولون: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا}: قالوا ذلك تحدثًا بنعمة الله على ما أنعم به من إرسال هذا المنادي.

وقولهم: {سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ}: المنادي أصله: "المصوِّت" لأن النداء هو رفع الصوت، ولكن المراد به محمد - صلى الله عليه وسلم -، وسماعهم له يقع على وجهين: أحدهما: أن يسمعوا صوته مباشرة بدون واسطة.

والثاني: أن يسمعوا من ورثته ما جاء به، وهم العلماء، وكل هذا داخل في الآية؛ يعني السماع المباشر الذي سمعوه من صوته، والسماع غير المباشر الذي سمعوه بالواسطة من ورثته وهم العلماء.

وقوله: {يُنَادِي لِلْإِيمَانِ}:

قد يقول قائل: إن المتوقع أن يقال: إلى الإيمان، فيقال إليه، ولكنه أتى باللام؛ لأن اللام ألصق من "إلى"، إذ إن "إلى" تفيد الغاية، والغاية لابد لها من مغيَّى، والمغيَّى طرف فهو مؤمن بالبعد. أما "للإيمان" فهي للإلصاق فتكون ألصق من "إلى".

وقوله: {أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ} هذا بيان للإيمان الذي دعا إليه الرسول عليه الصلاة والسلام، {أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا}:

الإيمان بالله عزّ وجل: هو الإقرار المتضمن للقبول والإذعان وليس مجرد الإقرار، ولو كان الإيمان مجرد الإقرار لكان أبو طالب مؤمنًا لأنه مقر، ولكنه لا يكون إيمانًا حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>