للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحفظ والفهم والإيمان والعمل، وكل هذه الأمور الخمسة كلها من أسباب اختلاف الناس، لا يمكن أن يتفق الناس في الرأي لكن الواجب اتفاق القلوب.

٩ - أن ترك الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للتفرق؛ لأنه أعقب الآية السابقة بهذه الآية مما يدل أن ترك الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للتفرق.

١٠ - أن التفرق بعد أن تبيّن الحق أشد قبحًا من التفرق حين خفاء الحق، يؤخذ من قوله: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}. وذلك لأنه إذا جاءت البينات واتضح الحق فلا وجه للتفرق، لكن إذا كان الحق خفيًا فقد يحصل التفرق، والحق -ولله الحمد- في هذه الشريعة واضح بيِّن لأنه في كتاب الله المحفوظ إلى يوم القيامة.

١١ - الوعيد الشديد على الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات؛ لقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

١٢ - أن العقاب يختلف باختلاف الجرم؛ لأنه لما كان فعل هؤلاء عظيمًا كان عذابهم عظيمًا.

* * *

• قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران: ١٠٦]:

قوله: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} يحتمل أنها جملة استئنافية متعلقة بمحذوف تقديره: اذكر يوم تبيض وجوه وتسود وجوه،

<<  <  ج: ص:  >  >>