للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الصبر على أعظم مصيبة تنال الإنسان في أقرب الناس إليه؛ لأن هذا صبر على أذى في الله ليس صبرًا على أقدار الله، هذا صبر على أذى في الله عزّ وجل فاحتسب الأجر من الله واصبر على ما أصابك. ومما يصيب الإنسان الأذى بالقول، الأذى الجدلي مثل أن تأمره بالمعروف فيقول: علِّم نفسك، أو يقول: رُح أدِّب أبناءك. وما أشبه ذلك. بعض الناس يفور دمه ويغضب غضبًا شديدًا فنقول: يا أخي اصبر هذه مسألة بسيطة، إذا قال لك: علِّم أبناءك. قل: يا أخي لا بأس جزاك الله خيرًا لكن أنا أعلّمهم وأعلمك أنت الآن. إذا احتدم هذا الرجل وأخذته العزة بالإثم فلِن أنت، لأن المشكل أن تقابل الحدة بمثلها، أما إذا قوبلت بهدوء صارت المسألة طبيعية، لذلك أقول: إنه يجب علينا أن نصبر، وإذا رأينا الناس قد شدوا الحبل أرخيناه، وإذا رأينا لينًا جذبناه.

هذه إذن ثلاثة آداب ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتأدب بها، وإذا أضفنا الشرط الخامس أن من الآداب أن يكون هو أول فاعل لما يأمر به وأول تارك لما ينهى عنه، صارت الآداب أربعة، وشروط الوجوب أربعة.

٧ - فضيلة الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففي الآية دليل على فضيلة هذه الخصال قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} إذا خسر الناس فهؤلاء هم المفلحون الرابحون.

٨ - النهي عن التفرق؛ لقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا} وقد ذكرنا في التفسير أن المراد بذلك تفرق القلوب لا الآراء، لأن تفرق الآراء أمر لابد منه؛ لأن الناس يختلفون في العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>