للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معناه: المائل عن كل شرك، {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} تأكيد لذلك. وإذا انتفى الشرك في ملة إبراهيم لزم من ذلك أن يكون مخلصًا في التوحيد، وكذلك. ولذلك يسمى إبراهيم عليه الصلاة والسلام إمام الحنفاء. وقوله: {حَنِيفًا} يعني مائلًا عن كل شرك. ثم قال: {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، أي: الذين يدخلون الشرك في عبادتهم. {حَنِيفًا} منصوبة على الحال من إبراهيم، يعني حال كونه حنيفًا، وهي حال لازمة وإلا لما صحَّ أن نؤمر باتباعها.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - وجوب تصديق الله عزّ وجل في كل ما أخبر به؛ لقوله: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ}.

٢ - وجوب الإيمان بما أخبر الله به عن نفسه من الأسماء والصفات. وهذا يستلزم تحريم تغييرها عن المراد بها، أي تغيير النصوص التي أخبر الله بها عن نفسه من الأسماء أو الصفات.

٣ - وجوب اتباع ملة إبراهيم، لكن في أصل الشرائع. فإن قال قائل: ما الدليل على تقييدكم إياها بأصل الشرائع مع أن الآية عامة؟ قلنا: الدليل قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨]. فدلَّ ذلك على أن الشرائع تختلف بحسب حاجات الناس ومصالحهم، أما أصلها وهو التوحيد فإن جميع الشرائع تتفق فيه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٢٥].

٤ - الثناء على إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأنه حنيف وإمام، ولهذا أمرنا باتباعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>