للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بيتًا وما أشبه ذلك، وبلسان الحال أن يظهر أثر النعمة على العبد، فإن الله يحب من عبده إذا أنعم عليه نعمة أن يرى أثر نعمته عليه، وعلى هذا فإذا آتى الله الإنسان مالًا وخرج إلى الناس بالثياب الخلقة أو بثياب رثة أو ما أشبه ذلك هل يعد شاكرًا؟ أليس هذا زهدًا؟ لا، ليس بزهدٍ، هذا من رآه قال: هذا فقير ما أنعم الله عليه بشيء، فيكون هذا المظهر منبئًا عن أن الله لم ينعم على هذا الشخص. والشكر بالفعل وهو الثالث: أن يقوم الإنسان بطاعة الله، إذا أنعم الله عليه بمال يتصدق منه، بعلم ينشره، بجاه يتوسط للناس ويشفع لهم وما أشبه ذلك. هذا من الشكر بالفعل، وعلى هذا يقول الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجبا

وابن القيم ذكر أن الله يسَّر له شيخ الإسلام ابن تيمية، وأخبر أنَّه لا يستطيع أن يجزيه بيده ولا لسانه. ولقد مرَّت علينا هذه في شرحنا على نونيته رحمه الله تعالى حيث قال:

حتَّى أتاح لي الإله بفضله ... من ليس تجزيه يدي ولساني

حبرٌ أتى من أرض حران فيا ... أهلًا بمن قد جاء من حرانِ

فالله يجزيه الذي هو أهله ... من جنة المأوى مع الرضوانِ

* * *

• ثم قال الله سبحانه وتعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦].

أولًا: القراءات في هذه الآية كما يلي:

{وَكَأَيِّنْ} هو فيها قراءتان: {وَكَأَيِّنْ} و (كَائِنْ من نبي).

<<  <  ج: ص:  >  >>