للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليقال قارئ، يتصدق ليقال كريم، يقاتل ليقال شجاع وما أشبه ذلك، فالذي يريد بعمله الصالح هذه الأمور الدنيوية ليس له حظ في الآخرة، {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: ٢٠].

٩ - إيثار إرادة الآخرة على الدنيا؛ لقوله: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} فإن هذا يدل على أن من أراد الآخرة فإنه من الشاكرين الذين يجزيهم الله عزّ وَجَلَّ.

١٠ - إثبات الجزاء على العمل، وهذا أعني الجزاء على العمل دائر بين أمرين، بين عدل وفضل، ويمتنع الأمر الثالث وهو الظلم بالنسبة لله عزّ وَجَلَّ، والذين يجازون العمال على أعمالهم ينقسمون في جزائهم إلى ثلاثة أقسام: عدل وفضل وظلم.

ولهذا نجد أن منهم مَنْ يظلم عماله، ومنهم من يعطيهم حقهم كاملًا، ومنهم من يزيد، أما بالنسبة لجزاء الله تعالى فإن الظلم ممتنع عن الله، لا عجزًا عنه ولكن لكمال عدله سبحانه وتعالى: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}.

١١ - الحث على الشكر؛ لأن الإخبار بأن الله يجزي الشاكرين يراد به الحث على الشكر. قال العلماء: الشكر يتعلق بالقلب واللسان والجوارح؛ فبالقلب بحيث يشعر الإنسان بنفسه أن هذه النعمة من الله عزّ وَجَلَّ لا من حول الإنسان وقوته ولكنها بفضل الله. وباللسان يشكر الله يعني: يتحدث بنعمة الله، يتحدث بلسان الحال وبلسان المقال، فلسان المقال أن يقول: أحمد الله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلًا، أحمد الله الذي أعطاني الولد، أحمد الله الذي أعطاني المال، أحمد الله الذي يسَّر لي

<<  <  ج: ص:  >  >>