للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (١٤٩) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} [آل عمران: ١٤٩ - ١٥٠].

صدَّر الله هذه الآية بالنداء، والتصدير بالنداء يدل على العناية بما سيوجه للمخاطب، وذلك لأن النداء يفيد التنبيه، ولا ينبه الإنسان إلَّا لشيء مهتم به. فإذا وجَّه الله الخطاب، أو إذا صدَّر الخطاب بالنداء فهو دليل على العناية به لأهميته، ثم وجّه إلى العباد باسم الإيمان {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} والغرض من ذلك هو:

أولًا: الإغراء والتشجيع على قبول ما يلقى؛ لأن الإيمان هو الذي يحمل الإنسان على قبول ما أمره الله به وعلى ترك ما نهى الله عنه. ولهذا قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "إذا قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فأرعها سمعك، فإما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه".

ويفيد أيضًا فائدة ثانية، وهي: أن قبول المذكور من مقتضيات الإيمان. كما أنك لو وجهت إلى شخص كريم وقلت له: يا أيها الكريم، أعط الفقير وأعن المحتاج، فهو يدل على أن إعطاء الفقير وإعانة المحتاج من مقتضى كرمه، إذن قبول ما يأتي بعد هذا الخطاب يكون من مقتضى الإيمان.

الفائدة الثالثة أو الغرض الثالث: أن عدم قبوله نقص في الإيمان؛ لأنه إذا وجَّه الخطاب إلى إنسان بلفظ الإيمان ولكن لم يمتثل فهذا نقص في إيمانه؛ لأن ما يأتي بعد النداء بـ {يَاأَيُّهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>