للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - الجمع بين المغفرة والرحمة ليكمل للإنسان سعادته، إذ بالمغفرة زوال المكروه، وبالرحمة حصول المطلوب.

٤ - جواز إيقاع التفضيل بين شيئين بينهما بُعدٌ تام؛ لأنك إذا نسبت ما في الدنيا للآخرة فليس بشيء، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها" (١)، وأبين من ذلك قول الله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: ٥٩].

* * *

• ثم قال تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} [آل عمران: ١٥٨]:

نقول في {وَلَئِنْ مُتُّمْ} من حيث الإعراب ما قلنا في الآية التي قبلها أي: أنه اجتمع فيها جواب القسم وجواب الشرط، فحذف جواب الشرط ونقول: في (متم) قراءتان كما في الآية التي قبلها بكسر الميم على أنها من مات يمات، وبضم الميم على أنها من مات يموت.

يقول الله عزّ وجل: إن متم أو قتلتم فإن مرجعكم إلى الله مهما طالت بكم الأيام أو قصرت فالمرجع إلى الله، وإذا كان المرجع إلى الله فإن الإنسان سوف يبقى مطمئنًا، إذ إن من كان مرجعه إلى الله عزّ وجل فإنه لا يخاف ظلمًا ولا هضمًا، بل إنه إذا كان مؤمنًا فإنه يستبشر؛ لقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٢٢٣] ولما حدَّث النبي عليه الصلاة والسلام عائشة فقال: "من أحب لقاء الله أحب الله


(١) تقدم تخريجه في المجلد الأول (ص ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>