١٤ - أنه ينبغي التكرار في المقام الهام؛ لقوله:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ}، مع أنه قال في الأول:{قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ}، وذلك لأن الأمور الهامة ينبغى تكرارها أولًا من أجل أن يتبين للمخاطب أهميتها عند المتكلم وأنه ذو عناية بها، والثاني من أجل أن ترسخ في الذهن؛ لأنه كلما تكرر الشيء ازداد رسوخًا.
١٥ - أن الإيمان يحمل صاحبه على قبول الآيات التي جاءت بها الرسل؛ لقوله:{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وهذا شيء كثير، قد تعلق الأحكام بالأوصاف إما بأدوات الشرط المعروفة، وإما بغير ذلك، المهم أن تعليق الأحكام بالأوصاف سواء عن طريق الشرط أو عن طريق الصفة المعروفة في النحو أو المبدل أو غير ذلك جار في القرآن والسنة.
هذه معطوفة على ما سبق, يعني أنها تكون منصوبة على الحال؛ يعني وجئتكم مصدقًا لما بين يدي من التوراة (وما بين يدي)، هو ما سبقه، ويطلق ما بين اليدين على ما سيأتي، فما بين اليدين يطلق على ما مضى، ويطلق على ما يستقبل، فإن قرن بالخلف فهو للمستقبل, وإلا فإنه صالح للمستقبل والماضي، ففي قوله تعالى:{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}[البقرة: ٢٥٥]،