للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عزّ وجل ينقسم إلى قسمين: إذن شرعي، وإذن كوني، فما تعلق بالخلق فهو إذن كوني، وما تعلق بالشرع فهو إذن شرعي، هذا هو الضابط، ففي قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: ٢١]، الإذن هنا شرعيًا وليس كونيًا؛ لأنه قد أذن الله فيه كونًا لكن لم يأذن به شرعًا، وقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥] إذن كوني، وكذلك هنا {فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ}.

١٠ - أن الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يملكون شيئًا من الربوبية، وذلك لتقييد فعل عيسى بإذن الله.

١١ - الردُّ على النصارى في زعمهم أن عيسى عليه الصلاة والسلام له حق في الربوبية، وكذبوا في ذلك فعيسى عبدٌ، عبد الله ورسوله، قال لقومه: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ} [آل عمران: ٥١]، وقال الله تعالى عنه: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الزخرف: ٥٩]، فهو عبد لا يملك من الربوبية شيئًا أبدًا؛ لأن الربوبية من حق الله الخاص الذي لا يشركه فيه أحد.

١٢ - أن الله تعالى أطلع نبيه عيسى ابن مريم على ما يأكل قومه وما يدخرون مما يخفى على غيره؛ لقوله: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ}.

١٣ - إثبات الحكمة لله سبحانه وتعالى في أن الله أطلع نبيه عيسى على ذلك حتى يخافوا أن يخفوا شيئًا لا يرضاه الله ورسوله. يعني إذا كان ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم معناه أنه يطلع على أسرارهم البيتية، وهذا يلزمهم أن لا يبيتوا شيئًا لا يرضاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>