للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاحترام، فكانت آياته أن جاء بكلام يعجز عن مثله البشر في بلاغته وفي معانيه وأحكامه. . . إلى آخر وجوه الإعجاز في القرآن.

وفي هذه إشكال، وهو أن الله تعالى قال لعبد الله بن حرام: (إني قضيت إنهم إليها لا يرجعون) (١)، وهنا ذكر أنه أحيا الموتى لعيسى في الدنيا، الظاهر والله أعلم أن يقال: إن عبد الله بن حرام طلب الرجوع من أجل العمل، وأما ما وقع آية لعيسى فليسوا يرجعون على أنهم يعملون، على أن المسألة فيها أيضًا نظر من جهة أخرى؛ لأن الله تعالى لما أخذت الصاعقة أصحاب موسى الذين كانوا معه دعا الله عزّ وجل فبعثهم من بعد موتهم وبقوا وعملوا. فيكون المراد -والله أعلم- أنه إذا لم يكن هناك سبب مثل أن تكون آية فهذا لا مانع, أما عبد الله بن حرام فليس هناك سبب.

٩ - إثبات الإذن لله, لا الأُذُن, الأُذُن هي الجارحة أو العضو الذي يكون في الإنسان لتلقي الأصوات، وأما الإِذْن فهو الإباحة والترخيص وما أشبه ذلك، أما الأُذُن فلا يجوز أن نثبتها لله ولا أن ننفيها عنه؛ لأن الصفات توقيفية, والله عزّ وجل لم يثبت لنفسه أذنًا ولم ينفِ عنه الأذن، وإنما أثبت لنفسه السمع، والسمع ليس بشرط أن يكون من ذي أذن, فهاهي الأرض تسمع وتحدث أخبارها وليس لها آذان، المهم أن الإِذْن هنا غير الأُذُن. وإذن الله


(١) رواه الترمذي، كتاب تفسير القرآن, باب ومن سورة آل عمران، رقم (٣٠١٠). ورواه ابن ماجه، في المقدمة, باب فيما أنكرت الجهمية، رقم (١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>