للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن الله وبَّخ الذين قالوا: {أَنَّى هَذَا} ويتفرع على هذا جواز توبيخ من كان كامل الإيمان إذا فعل ما يستحق التوبيخ عليه؛ يعني أننا لا نقول: إن كمال إيمانه يمنع أن نوبخه إذا فعل ما يقتضي التوبيخ.

٢ - من المستحسن أن يُذَكَّر الإنسان بما يهون المصيبة عليه؛ لقوله: {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا}.

٣ - أنه ينبغي لمن أجاب غيره أن يجيبه بما يمنع احتجاجه؛ لقوله: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} أي: أنتم السبب.

٤ - إثبات الأسباب في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}.

٥ - منَّة الله على الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الله قد جعل على أيديهم مصيبة أكبر مما أصابهم، بل هي مِثْلَا ما أصابهم في قوله: {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا}.

٦ - إثبات اسم القدير من أسماء الله؛ لقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. والقدرة صفة يتصف بها القادر، تمنعه من وصف العجز. وذكرنا فيما سبق ما تستلزم.

٧ - أنه ينبغي إذا وصفنا الله بالقدرة أن نصفه كما وصف نفسه: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، خلافًا لِمَن قال: إن الله على ما يشاء قدير؛ لأنه إذا قال: إن الله على ما يشاء قدير، فقد يكون مفهوم العبارة: أن ما لا يشاؤه لا يقدر عليه. والله قادر على ما يشاء، وعلى ما لم يشأ.

وأيضًا إذا قلنا: "إنه على ما يشاء قدير" فإنه يدخل علينا

<<  <  ج: ص:  >  >>