١ - أن الله وبَّخ الذين قالوا:{أَنَّى هَذَا} ويتفرع على هذا جواز توبيخ من كان كامل الإيمان إذا فعل ما يستحق التوبيخ عليه؛ يعني أننا لا نقول: إن كمال إيمانه يمنع أن نوبخه إذا فعل ما يقتضي التوبيخ.
٢ - من المستحسن أن يُذَكَّر الإنسان بما يهون المصيبة عليه؛ لقوله:{قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا}.
٣ - أنه ينبغي لمن أجاب غيره أن يجيبه بما يمنع احتجاجه؛ لقوله:{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} أي: أنتم السبب.
٥ - منَّة الله على الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الله قد جعل على أيديهم مصيبة أكبر مما أصابهم، بل هي مِثْلَا ما أصابهم في قوله:{قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا}.
٦ - إثبات اسم القدير من أسماء الله؛ لقوله:{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. والقدرة صفة يتصف بها القادر، تمنعه من وصف العجز. وذكرنا فيما سبق ما تستلزم.
٧ - أنه ينبغي إذا وصفنا الله بالقدرة أن نصفه كما وصف نفسه:{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، خلافًا لِمَن قال: إن الله على ما يشاء قدير؛ لأنه إذا قال: إن الله على ما يشاء قدير، فقد يكون مفهوم العبارة: أن ما لا يشاؤه لا يقدر عليه. والله قادر على ما يشاء، وعلى ما لم يشأ.
وأيضًا إذا قلنا:"إنه على ما يشاء قدير" فإنه يدخل علينا