للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تطيعوهم استجلابًا للنصر أو خوفًا منهم؛ لأن لكم وليًّا أعظم منهم وهو الله عزّ وَجَلَّ.

{بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}:

يعني خير من ينصر، بل هو خير الناصرين، وأعظم الناصرين وأقدرهم وأقواهم عزّ وَجَلَّ: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران: ١٦٠] لا أحد.

فالإضراب هنا من أحسن ما يكون في هذا الموضع {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} أي خير مَنْ ينصر.

[من فوائد الآيتين الكريمتين]

١ - فضيلة الإيمان حيث يوجه الخطاب إلى الناس بوصف الإيمان في مقام الإرشاد والتنبيه، وأن الإيمان مقتضٍ للامتثال.

٢ - أنَّه لا يجوز لنا أن نطيع الكافرين؛ لأن طاعتهم وسيلة إلى الكفر {إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}.

٣ - وجوب الحذر من الكفار، وأنهم لا يمكن أن يدبروا أمرًا فيه مصلحة للمسلمين والإسلام أبدًا، إن ذلك مستحيل، حتَّى الحلفاء الذين يكون بينهم وبين المسلمين حلف فإنه لا يمكن أن يحالفوا المسلمين إلَّا لمصلحتهم قطعًا. فخزاعة كان بينها وبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - حلف في صلح الحديبية لكن لمصلحتهم.

٤ - أن طاعة الكفار نتيجتها الحتمية الكفر؛ لقوله تعالى: {يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}.

الكفار يأخذوننا شيئًا فشيئًا، يوردون علينا أشياء نطيعهم فيها، وهل يقفون عند هذا الحد؟ لا، لا يقفون، يدخلون أشياء

<<  <  ج: ص:  >  >>