للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتَّى ننقلب على أعقابنا، وليس معنى ذلك أن نسجد لهم ونركع لهم. كلا، بل إذا خرج الإنسان من دينه كفى، ولهذا يذكر عن بعض رؤسائهم أنَّه قال: نحن نسعى للتنصير لا من أجل أن نخرج المسلم من دينه إلى النصرانية؛ لأن دين النصرانية معروف بعيد عن الفطرة، وأعني بدين النصرانية الذي هم عليه الآن، أما ما جاء به المسيح فهو حق، لكن ما جاء به المسيح قد انتهى ونسخ بالدين الإسلامي. يقول: (نحن لا نريد أن نخرج المسلم من دينه إلى النصرانية لكن يكفينا أحد أمرين: إما أن نخرجه من دينه إلى (لا دين) ويكون بهيميًا ليس همه إلَّا بطنه وفرجه ومتعه، وإما أن نشككه في الدين)، ومعلوم أن الإيمان لا يصح مع الشك، الإيمان يقين إذا كان عند الإنسان أدنى تردد فليس بمؤمن، لا إيمان مع التردد. هم يقولون: يكفي أن نخرجه إلى أن يكون بهيميًا أو مترددًا شاكًا حائرًا، هذه نتيجة كفرية.

٥ - أن الكفر خسارة؛ لقوله: {فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِيِنَ} وإذا كان الكفر خسارة فالإيمان ربح، ولهذا لا نجد أحدًا أربح من المؤمن في هذه الدنيا، حتَّى لو كان فقيرًا ولو كان وحيدًا ليس عنده أموال ولا بنون، فإنه أربح من الكافر؛ لأن الكافر قد خسر الدنيا والآخرة، ولم يستفد من دنياه حقيقة وإنَّما يعيش كما تعيش البهائم كما قال أعلم العالمين: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ}، سبحان الله مثال منطبق تمامًا {وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} [محمد: ١٢] نتيجة سيئة (النار مثوى لهم) يخرجون من الدنيا والعياذ بالله التي نعموا فيها إلى نار جهنم، وحينئذ يكون خروجهم أشد وأصعب بخلاف المؤمن -عسى الله أن يجعلنا من المؤمنين- المؤمن يخرج من الدنيا ونكدها وتنغيصها إلى دار النعيم كما قال

<<  <  ج: ص:  >  >>