للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى: اكتبنا مع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولا يرد على هذا التفسير أنهم سبقوا أمة محمد فكيف يطلبون أن يكتبوا معهم؟ والجواب: أن نقول: إن عيسى عليه الصلاة والسلام قد بشرهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فقال: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: ٦]، فكان عندهم علم بهذه الأمة بواسطة البشارة التي ألقاها إليهم عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.

والقول الثاني: أن المراد (بالشاهدين) الذين شهدوا لرسلك بالحق، وهذا يتناول من سبقهم بلا شك، ويتناول أمة محمد إذا كان بعد أن أخبرهم بذلك وبشرهم به، وهذا القول الثاني أعم من القول الأول وأقل إشكالًا منه.

فالقول الصحيح هو كل من شهد للرسل بالحق.

[من فوائد الآيتين الكريمتين]

١ - عتو بني إسرائيل وأنهم مع هذه الآيات العظيمة التي جاء بها عيسى لم يؤمن منهم أحد؛ لقوله: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}.

٢ - أنه إذا اشتبه الأمر فينبغي أن ينادي الداعية بالإخلاص فيقول: من المخلص؟ أي: أن ينتدب الصفوة من القوم؛ لقوله: {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}، فهو لما رأى أن القوم تمردوا وأحس منهم الكفر وظهر؛ انتدب من يرى أنه من صفوتهم.

٣ - أن الرسل صلى الله عليهم وسلم دعوتهم إلى الله لا إلى أنفسهم؛ لقوله: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}.

٤ - أن الرسل محتاجون لمن ينصرهم؛ لقوله: {مَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>