القرآن قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}[غافر: ٧٨]، فإن استقام هذا فالأمر واضح، وإن لم يستقم فنقُل: إن المقصود بهم الأنبياء الذين لم يوحَ إليهم بشرع جديد يُبلِّغونه الناس.
وقوله:{وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}: (بغير حق) هذا قيد كاشف وليس احترازي، يعني أن قتلهم للأنبياء بغير حق، وليس المعنى أن الأنبياء ينقسم قَتْلهم إلى قَتْلٍ بحق وقَتْلٍ بغير حق، فكل قَتْلٍ للأنبياء إنما هو بغير حق، ومع ذلك لا يقتلون النبي لشخصه، وإنما يقتلونه لما جاء به من الحق أي أنهم يقتلونهم لكونهم أنبياء. ففي هذا القيد فائدتان: الأولى: بيان الواقع، فهي صفة كاشفة. والثانية: المبالغة في التشنيع عليهم، فإنهم يقتلونهم بغير حق.
وقوله:{وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}:
وذلك يوم القيامة أو في القبر أيضًا، والقول هنا:{ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} يقصد به الإهانة والإذلال وإلا فإنهم سيذوقون عذاب الحريق، قيل لهم ذلك أم لم يُقل، فهو حق.
ومن هذا الباب قوله:{ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}[الدخان: ٤٩]. يقال له: وهو يعذب في النار: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} إهانة له، أي: أن عزك وكرمك لم ينفعك.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - إثبات سمع الله عزّ وجل:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ}، والسمع هنا بمعنى إدراك الصوت وإن خفي.