بأمره وهم جنده، كما يقول القائد: فعلت كذا، والفاعل الجنود، فالملك والسلطان يتكلم بالشيء مضيفًا إياه إلى نفسه لأنه حصل بأمره وسلطته، إذن سنكتب ما قالوا بملائكتنا، والله عزّ وجل أحيانًا يضيف الشيء إلى نفسه مريدًا به الملائكة مثل قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} [الواقعة: ٨٣ - ٨٥]، أقرب إليه بالملائكة ولهذا قال:{وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} مما يدل على أنه أي: القريب في نفس المكان لكننا لا نبصره، وهم الملائكة. ومن ذلك أيضًا قوله تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}[ق: ١٦] الراجح فيها أن المراد أقرب إليه بملائكتنا بدليل قوله: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ}[ق: ١٧]، وهذا ما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع من كلامه، منها كلامه في شرح حديث النزول وهو مشهور ومتداول.
يقول:{سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا}:
هل هو لمجرد الاطلاع عليه أو للمجازاة؟ الجواب: للمجازاة بدليل ما يأتي في آخر الآية قال: {وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} ذكر قتل الأنبياء بغير حق مع أنهم لم يقولوا: إنا قتلنا الأنبياء، لكن ليبين أن هؤلاء اعتدوا على حق الله وعلى حق رسله وأنبيائه، فقتلوا الأنبياء بغير حق، وهو شامل لقتل الأنبياء والرسل؛ لأن كل رسول نبي.
قاعدة: وهي أن الأنبياء المذكورين في القرآن رسلٌ، فما نجد نبيًّا ذُكر في القرآن إلا وهو رسول، والدليل على ذلك من