للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدة الأولي: التسجيل أو انطباق الوصف في هذا المظهر علي من يعود عليه، يعني هذا الوصف الذي جعل في موضع الضمير ينطبق علي مرجع الضمير، فكأنه قال: فإن تولوا فإن الله عليم بهم، لكن وصفهم بالفساد.

الفائدة الثانية: العموم؛ لأنه لو جاء الضمير هنا حسب السياق، فإن الله عليم بهم، لاختص العلم بهم وحدهم، لكن إذا قال: {بِالْمُفْسِدِينَ} صار عامًا فيهم وفي غيرهم.

الفائدة الثالثة: أن هذا الفعل الذي حصل من هؤلاء الذين جاء الإظهار في موضع الإضمار عنهم مرفوع من هذا الوصف الذي عبر به في موضع الضمير، يعني أن فعلهم فساد وهو التولي والإعراض عن دين الله، ففي هذه الآية الكريمة تهديد من تولي.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - تهديد من تولى عن دين الله عزّ وجل، ووجه ذلك قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ}، لأن المقصود من ذكر علمه بهم تهديدهم، وأنه لا يخفى عليه حالهم، وسيعاقبهم بما تقتضيه حالهم.

٢ - أن التولي عن دين الله فساد كما قال الله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: ٤١]، وهل التولي نفسه فساد أو أنه يسبب الفساد؟ الجواب عن هذا أن نقول: هو فساد وسبب للفساد، ووجه كونه فسادًا أنه إذا تولي عن دين الله حلَّ محله ما سواه، ومعلوم أن دين الله صلاح وما سواه فساد، ولهذا نجد القوانين المحكّمة في عباد الله لا تصلح الخلق، لا يصلح الخلق منه إلا ما وافق الشرع، وأما ما خالف

<<  <  ج: ص:  >  >>