للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاضر فهي للعهد الحضوري مثل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣] وهكذا كل "ال" تأتي بعد اسم الإشارة فهي للعهد الحضوري مثل: هذا الرجل، هذا الإنسان وما أشبهه. والثالث العهد الذهني الذي يكون معلومًا بالذهن، فهنا الرسول هو محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وهو معهود ذهنًا.

{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}:

(لعل) هنا للتعليل وليست للترجي، ولعلَّ تأتي كما مرَّ علينا كثيرًا للتعليل وللإشفاق، وللترجي وللتمني أحيانًا، والفرق بين التمني والترجي أن الترجي فيما يرجى حصوله، والتمني فيما لا يرجى حصوله إما لعسره وإما لتعذره، وهنا للتعليل يعني: إذا أطعتم الله والرسول حصلت لكم الرحمة، والرحمة يكون بها حصول المطلوب وزوال المكروه، وإذا قرنت بالمغفرة صارت المغفرة لزوال المكروه، والرحمة لحصول المطلوب، أي لعلكم تكونون في رحمة الله التي بها النجاة وحصول الثواب والأجر الكثير.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أولًا وجوب طاعة الله ورسوله، من قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}. والأصل في الأمر الوجوب.

٢ - جواز اقتران اسم الرسول باسم الله في الأمر الذي يكون مشتركًا بينهما؛ لقوله: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} أما الأمر الذي لا يكون مشتركًا بينهما، وهو الأمر الكوني القدري، فهذا لا يذكر فيه الرسول مع الله إلا بحرف يدل على الترتيب، وبهذا نعرف الفرق بين إسناد الشيء الشرعي إلى الله ورسوله، وبين إسناد الكوني إلى الله ورسوله، فإسناد الشيء الشرعي يجوز

<<  <  ج: ص:  >  >>