للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٢ - ذم النار ومثواها والعياذ بالله؛ لقوله تعالى: {وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} وصدق الله عزّ وجل فإن أبأس دار وأقبح دار وأخبث دار هي النار، ولهذا استحقت هذا الوصف من الله عزّ وجل وهو قوله: {وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}.

* * *

• ثم قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ١٥٢]:

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ}:

هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات:

الأول: القسم المقدر؛ لأن التقدير: (والله لقد).

والثاني: اللام.

والثالث: قد، فهذه ثلاثة مؤكدات في هذه الجملة.

{صَدَقَكُمُ}:

أي أنجزه لكم. وقوله: {وَعْدَهُ} منصوب بنزع الخافض أي: صدقكم الله في وعده، يقال: صدقه، ويقال: صدَّقه، وبينهما فرق، فإذا قيل: صَدَقه يعني أخبره بالصدق، وإذا قال صدَّقه أي قال: إنَّ ما أخبرت به صدق، فالتصديق من المخاطب للمتكلم، والصدق من المتكلم للمخاطب، فمعنى قوله تعالى: {صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ} أي أنجز لكم الوعد فصار ما أخبركم به صدقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>