نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: ٦]. فهؤلاء وقود النار، وإذا كانوا -والعياذ بالله- وقودها فإنها تسعر بهم، وفي نفس الوقت تحرقهم.
و{النَّارَ}: اسم من أسماء جهنم، وهي الدار التي أعدها الله تعالى للمكذبين برسله، وحرها شديد، وفيها زمهرير برده شديد، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما فُضِّلت على ناركم هذه بتسعة وستين جزءًا"(١).
قوله:{كَدَأْبِ}: الكاف للتشبيه، والجار والمجرور: خبر لمبتدأ مقدر، أي: دأب هؤلاء كدأب آل فرعون. والدأب: يطلق على الشأن مثل هذه الآية، أي: كشأن، ويطلق على العادة، فإذا قلت: فلان هذا دأبه أي: هذه عادته.
وقوله:{آلِ فِرْعَوْنَ} أي: أتباعه. وفرعون: اسم علم لكل من ملك مصر كافرًا، كما أن كل من ملك الروم يسمى قيصرًا، ومن ملك الفرس يسمى كسرى.
وقوله:{وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: وكان قبل آل فرعون أمم، مثل: قوم نوح، وقوم عاد، وثمود، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، ثم بيّن الله شأن آل فرعون والذين من قبلهم، بقوله:{كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} أي: كذبوا بالآيات الكونية، والآيات الشرعية. وأكثر ما يكون
(١) أخرجه مسلم، كتاب الجنَّةَ، باب جهنم، رقم (٢٨٤٣).