الأولاد والأموال أكثر مما يعطي المؤمنين، لكن لا ينتفعون بهذا. يِقول الله عزّ وجلَّ:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}.
{تُغْنِيَ}: لها معنيان: تمنع أو تدفع. فهذه الأموال والأولاد لا تمنع عن هؤلاء الكفار شيئًا، ولا تدفع عنهم شيئًا، فهم إن وقع بهم شيء من عذاب الله ما استطاع هؤلاء الأولاد أو هذه الأموال أن ترفعه، وإن قضى الله عليهم بشيء لم يستطيعوا أن يمنعوه ويدفعوه.
ولهذا تجد الواحد منهم عنده من الأموال الشيء الكثير، ولكن لو جاءه ملك الموت ما منعته هذه الأموال، وعنده من الأولاد والحشم والخدم الشيء الكثير ولا تغني عنهم شيئًا، والولد شامل للذكر والأنثى، قال تعالى:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}[النساء: ١١].
وقوله تعالى:{وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ}:
(أولاء): مبتدأ، و {هُمْ}: مبتدأ ثانٍ أو ضمير فصل، {وَقُوُدُ النَّارِ}، وقود: خبر إما للمبتدأ الثاني وإما للمبتدأ الأول، فإن جعلت (هم) مبتدأً ثانيًا فـ (وقود) خبر للمبتدأ الثاني، وإن جعلت (هم) ضمير فصل، فـ (وقود): خبر للمبتدأ الأول.
والوَقود بفتح الواو، ما يُوقد به كالطَّهور ما يُتطهر به، والسَّحور ما يُتسحر به، والفَطور ما يُفطر به، بخلاف الضم فُطُور، وسُحُور، وطُهُور، ووُضُوء؛ فهذه يراد بها نفس الفعل.
فهؤلاء الكفار هم وقود النار، وللنار وقود آخر وهي الحجارة، كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ