للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الرحيم: فهو ذو الرحمة وهو صالح أيضًا لأن يكون صفة مشبهة أو صيغة مبالغة، والرحمة: صفة تقتضي العطف والإحسان على المرحوم، والجمع بينهما، بين الغفور والرحيم، لفائدة عظيمة: وهي الجمع بين الوقاية والعناية، بين الوقاية بالمغفرة يقيك الله سبحانه وتعالى شر الذنوب، والعناية بالرحمة، يعتني الله بك فييسرك لليسرى ويجنبك العسرى.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن الله أمر نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أن يتحدى هؤلاء المدعين لمحبته بهذا الميزان القسط، وهو اتباعهم للرسول عليه الصلاة والسلام.

٢ - جواز مخاطبة المدعي بالتحدي لأن هذا هو الحق، لأنه لو كان يعرف نفسه ما ادعى اتصافه بشيء لم يتصف به، فهو الذي أذل نفسه في الواقع، فلا تخش من تحديه ليقم الدليل والبرهان على دعواه.

٣ - أنها مصداق لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "البينة على المدعي" (١)، وهذه وإن كانت في دعوى الناس بعضهم مع بعض لكنها في الحقيقة قاعدة عامة، فكل مدَّعٍ لابد أن يقيم بينة على دعواه.

٤ - أن محبة الله تعالى غاية لكل الناس حتى من غير المؤمن؛ لقوله: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}.


(١) رواه الترمذي، كتاب الأحكام، باب ما جاء في أن البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه، رقم (١٣٤١، ١٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>