للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسول الله حقًا، وجه ذلك: أن الله جعل اتباعه سببًا لمحبة الله للعبد.

٦ - أنه كلما قوي اتباع الإنسان للرسول - صلى الله عليه وسلم - كان أقوى برهانًا على صدق محبته لله، فهذه من علامة محبة الإنسان لربه، فإذا رأيت الإنسان شديد الاتباع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه شديد المحبة لله.

٧ - أن اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبب لمحبة الله للعبد؛ لقوله: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.

٨ - أنه ينبغي للإنسان أن يجيب غيره بما هو أكثر من سؤاله إذا دعت إليه الحاجة؛ لأنه لم يقل: فاتبعوني تحبوا الله، بل قال: يحببكم، ولا أحد يحبه الله إلا وهو يحب الله، لأنك إذا أحببت الله عملت فأحبك الله. فلهذا أتى بالثمرة المهمة وهي محبة الله للعبد.

٩ - إثبات المحبة بين العبد والرب من الجانبين؛ لأنه قال: {تُحِبُّونَ اللَّهَ} فأثبت أن الإنسان يحب الله، وقال: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} فأثبت أن الله يحب الإنسان، وهي محبة حقيقية خلافًا لمن أوَّلها. قال: تحبون الله: أي تحبون ثوابه، يحببكم الله: أي يثيبكم الله، فإن هذا تحريف. وسبب هذا التحريف القاعدة الباطلة للسمع والعقل؛ وهي تحكيم العقل فيما يثبت وينفي عن الله عزّ وجل، فإن قومًا ادعوا العقلية قالوا: نحن الذين نحكم على الله بما يجب له أو يجوز أو يمتنع، وليس ما أخبر الله هو الذي يحكم بيننا، هذا لازم قولهم وإن كانوا لا يصرحون بهذا. والله إن الإنسان يجد طعمًا لا شيء يشبهه في محبة الله، ومحبة الله

<<  <  ج: ص:  >  >>