للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ولهذا قال العلماء: إن الإصرار على المعصية الصغيرة يجعلها كبيرة؛ لأن إصراره عليها يدل على تهاونه بمَنْ عصاه.

* * *

• ثم قال تعالى: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: ١٣٦]:

{أُولَئِكَ}: هنا إشارة وخطاب، الإشارة مأخوذة من قوله "أولاء"، والخطاب من "الكاف" في قوله: "أولئك"، ويجب أن نعلم من حيث اللغة العربية أن اسم الإشارة يكون بحسب المشار إليه، وأما كاف الخطاب فبحسب المخاطب، ثم إذا كانت بحسب المخاطب فهل تبقى مفردة مفتوحة مبنية على الفتح، أو تكون بحسب المخاطب تذكيرًا وتأنيثًا وتثنية وجمعًا وإفرادًا، أو تكون بالفتح للمذكر مطلقًا ولو جمعًا أو مثنى، وبالكسر للمؤنث مطلقًا ولو جمعًا أو مثنى؟ في هذا ثلاث لغات للعرب:

اللغة الأولى: أنها لازمة للفتح باعتبار أن المخاطب اسم جنس، فإذا قلت: (ذلك) تخاطب اثنين فالمعنى أنك تخاطبهما باعتبار جنس المذكور أو باعتبار جنس الشخص.

اللغة الثانية: أنها بالفتح للمذكر مطلقًا، وبالكسر للمؤنث مطلقًا. ومعنى الإطلاق أي في حالة التثنية والجمع والإفراد.

اللغة الثالثة: هي الأفصح أنها بحسب المخاطب مطلقًا، فإذا كان مفردًا مذكرًا فهي بالفتح مفردة. وإذا كان مثنى فهي بالتثنية، وإذا كان جماعة ذكور فهي تقترن بالميم، وإذا كان جماعة إناث فهي تقترن بالنون، قالت: {فَذَلِكُنَّ} [يوسف: ٣٢]

<<  <  ج: ص:  >  >>