للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولئك القوم الذين يقولون: إن الله غفور رحيم ولا يستغفرون الله، فإن بعض المذنبين إذا نهيته عن الذنب قال: الله غفور رحيم ولكن هو نفسه لا يستغفر، وإذا كان هؤلاء السادة يستغفرون ربهم بل إذا كان الله أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يستغفر فما بالك بمن دونهم، قال الله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [غافر: ٥٥] {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: ١٠٦].

٦ - أنه لا أحد يستطيع أن يغفر الذنوب إلا الله؛ لقوله: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} ويتفرع عليها أن لا تعتمد على أحد في مغفرة الذنوب أو طلب المغفرة، وإنما يكون اتجاهك إلى الله عزّ وجل.

٧ - أن هؤلاء السادة المتقين لا يصرون على ما فعلوا من الفاحشة أو ظلم النفس وهم يعلمون.

٨ - أن الرجل إذا أذنب فاستغفر ثم أذنب فاستغفر ثم أذنب فاستغفر، فإنه يغفر له وإن تكرر الذنب منه؛ لأن الله قال هنا: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ولم يقل: (ولم يعيدوا ما فعلوا)، والإنسان إذا كان كلما أذنب استغفر فإنه يغفر له؛ لقوله تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: ٥٣] ويجب أن لا يكون استغفاره بلسانه، وقلبُه منطوٍ على الرجوع، فإن كان كذلك فإن هذا الاستغفار لا يفيده، لكن يكون استغفاره حقيقة بقلبه ولسانه، والإنسان بشر ربما تغلبه نفسه في المستقبل فيفعل المعصية مع أنه قد استغفر منها فنقول: مهما عملت ومهما تكرر منك الذنب ما دمت تستغفر فإن الله تعالى يغفر لك.

٩ - توبيخ من أصرَّ على الذنب وهو عالم به؛ لقوله: {وَلَمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>