للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفعل، وهم في هذه الحال سينتصرون على اليهود والنصارى والمجوس وسائر الكفار، وحينئذٍ لا يشكل علينا تغلب النصارى الصليبيين على المسلمين، ولا يشكل علينا تسلط اليهود على العرب؛ لأن القتال مع اليهود في راية العروبة قتالُ جاهلية وقتال طائفة لطائفة، لا لدين، بل ربما اعتقد اليهود أنهم يقاتلون للدين، وهم على باطل وأن الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم مكتوبة لهم إلى يوم القيامة: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: ٢١] ويذكر أنه لما كانت هزيمة عام ١٣٨٧ هـ لما دخلوا سيناء وما استولوا عليه من بلاد العرب صار الواحد من الجنود يأخذ التراب ويقبِّله ثم يسجد عليه.

إذن الجواب عندنا على وجهين:

الوجه الأول: أن ذلك خاص باليهود، وأن اليهود لم تقم لهم قائمة بعد أن أجلاهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المدينة، ثم بعد ذلك أُجلوا من خيبر.

والقول الثاني: أن المراد اليهود والنصارى ولكن بشرط أن يكون المقابل لهم يقاتل للإسلام لتكون كلمة الله هي العليا.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - فيه دليل على أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى لن يضروا المسلمين، والواقع شاهد لذلك لما كان المؤمنون على الإيمان حقًا، أمّا لما تفرقوا وتمزقوا واختلفوا في دين الله فإن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: ١٥٩] لم يحصل ولم يتحقق لهم هذا الضمان من الله {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى}.

<<  <  ج: ص:  >  >>