للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي هذه الآية الكريمة يخبر الله عزّ وجل أنَّه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهي صفة سلبية المراد بها بيان كمال علمه؛ لأن الصفات المنفية لا يراد بها مجرد النفي، وإنما يراد بها بيان كمال ضد ذلك المنفي.

والغرض من هذه الجملة تربية الإنسان نفسه في امتثال أمر الله واجتناب نهيه، وأنك لا تظن أن عملك يخفى على الله، بل هو معلوم له، فعليك أن تقوم بطاعته وتجتنب معصيته. لا تقل: أنا في بيتي أو في غرفتي لا يطلع عليّ أحد، فالله تعالى مطلع عليك: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - التحذير من مخالفة الله؛ لأنَّ الله يعلم بمخالفتك إياه.

٢ - الرد على غلاة القدرية الذين يقولون: إن الله لا يعلم الشيء الذي يفعله العبد إلا بعد وقوعه.

٣ - أن الله تعالى عالم بالكليات والجزئيات؛ لقوله: {شَيْءٌ}، لأنَّ النكرة في سياق النفي تعم كل شيء.

٤ - أن صفات الله عزّ وجل إما مثبتة وإما منفية، فالمثبتة يسمونها ثبوتية، والمنفية يسمونها سلبية، والسلبية متضمنة لثبوت كمال الضد، فلكمال علمه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

* * *

• ثم قال الله عزّ وجل: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: ٦].

وهذا من جملة معلوماته التي تخفى على كثير من الناس وهي معلومة له.

<<  <  ج: ص:  >  >>