للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ} أي: يجعلكم على صورة معينة يختارها ويريدها.

وقوله: {فِي الْأَرْحَامِ} حال من الضمير "الكاف" في يصوركم، يعني حال كونكم في الأرحام.

{الْأَرْحَامِ}: جمع رحم، وهو وعاء الجنين في بطن أمه. وقد بيّن الله تعالى في آية ثانية أن الجنين في بطن أمه في ظلمات ثلاث، وهي ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة، وهو الوعاء المائي الذي يكون فيه الجنين.

وقوله تعالى: {كَيْفَ يَشَاءُ} هذه حال من فاعل {يَشَاءُ} يعني أنه يصورنا على أي كيفية شاء، فلا خيار لنا في اختيار الصورة المعينة للجنين الذي في البطن.

وقوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}:

هذه الجملة خبرية فيها الحصر الذي طريقه النفي والإثبات.

والـ {إِلَهَ}: بمعنى مألوه. وقوله: {إِلَّا هُوَ} الضمير {هُوَ} بدل من الخبر المحذوف، أي لا إله حق إلا هو.

{الْعَزِيزُ}: سبق لنا قريبًا معناه.

{الْحَكِيمُ}: فعيل بمعنى مُفْعِل، وفعيل بمعنى فاعل، أما فعيل بمعنى فاعل فهو كثير في اللغة العربية، مثل: قدير بمعنى قادر، وسميع بمعنى سامع، وأما سميع بمعنى مُسْمِع فهي واردة في اللغة العربية. قال الشاعر:

أمن ريحانة الداعي السميعُ ... يؤرقني وأصحابي هجوع (١)


(١) قاله عمرو بن معد يكرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>