للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض" (١) فيكون مقبولًا عند الناس.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن الله سبحانه وتعالى أثاب هؤلاء الذين أحسنوا في مقالهم وفعالهم بثواب الدنيا وثواب الآخرة.

٢ - أن رحمة الله تعالى سبقت غضبه؛ فهو يثيب الطائع بثوابين: ثواب في الدنيا وثواب في الآخرة، بخلاف العقوبة: فإن الله تعالى لا يجمع بين عقوبتين، فإذا شرَّع عقوبة في الدنيا على ذنب فإنه لا يعاقب به في الآخرة، كما جاء في الحديث: "إن الحدود كفارة" (٢). الحدود يعني العقوبات كحد الزنا والسرقة إنها كفارة لأصحابها، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للمتلاعنين: "عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة" (٣)، بل إن الله تعالى قال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: ٣٠]، فلن يجمع الله للإنسان عقوبتين على معصية، عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة، لكن يجمع بين ثوابين في الطاعة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة؛ لأن رحمة الله سبقت غضبه.


(١) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب المِقَة من الله تعالى، رقم (٦٠٤٠). ومسلم، رقم (٢٦٣٧).
(٢) رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} بلفظ: "من أصاب من ذلك شيئًا فعوقب فهو كفارة له. . ."، رقم (٤٨٩٤). ورواه مسلم بنفس اللفظ، كتاب الحدود، باب الحدود كفارات لأهلها، رقم (١٧٠٩).
(٣) رواه مسلم، كتاب اللعان، رقم (١٤٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>