حساب الكفار: يحاسبون فيقفون على أعمالهم، ويخزون بها والعياذ بالله، ويقال:{هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[هود: ١٨].
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - أنَّ الدين الذي يُعتد به، ويكون مقبولًا عند الله هو الإسلام، وكل دين يخالف الإسلام في أي زمان فليس بمقبول ولا مرضي عند الله. والإسلام بعد بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو ما جاء به الرسول، وعلى هذا فدين اليهودية والنصرانية دين باطل غير مقبول عند الله، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه "ما من يهودي ولا نصراني من هذه الأمة -يعني أمة الدعوة- يسمع به -يعني بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم لا يتبع ما جاء به إلا كان من أهل النار، أو من أصحاب النار"(١)، فمن ادعى أن دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما من الأديان مقبول عند الله الآن فهو كافر؛ لأنه مكذب بالقرآن:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.
٢ - بيان ضلال أولئك القوم الذين إذا تكلموا عن الديانات، قرنوا بين دين الإسلام، واليهودية، والنصرانية، وقالوا: هذه هي الأديان السماوية؛ حتى إن الجاهل ليظن أن اختلاف الأديان الثلاثة كاختلاف المذاهب الفقهية في الأمة الإسلامية. وهذا ضلال عظيم ومداهنة لليهود والنصارى، بل نقول: إن الأديان السماوية، اليهودية والنصرانية، كانت أديانًا
(١) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس، رقم (٣٨٦).