للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقبولة عند الله. أما الآن فقد نسخها الله عزّ وجل، وصار الدين السماوي المقبول الذي لا يمكن أن يشركه دين آخر، هو ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم -.

٣ - أن اختلاف اليهود والنصارى كان عن علم، وبعد أن جاءهم العلم اختلفوا، ولهذا قال: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ}.

٤ - أن اختلاف هؤلاء ليس لقصد الحق، بل لقصد البغي والعدوان، بعضهم على بعض، حتى يضلل بعضهم بعضًا، بل ويكفر بعضهم بعضًا.

٥ - الإشارة إلى التحذير مما وقع فيه هؤلاء الكفار الذين أوتوا الكتاب. ووجه ذلك قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}، والبغي معلوم أنه محذر منه، غير مرغوب فيه.

٦ - الإشارة إلى أنه يجب على الإنسان إذا خالفه غيره، ألا يتطاول عليه، وألا يقصد بسوق الأدلة المؤيدة لقوله البغي على غيره، والتطاول عليه، بل يقصد إظهار الحق، لينتفع هو وينفع غيره. أما أن يأتي بالأدلة من أجل أن يعلو على أخيه، ويكون قوله هو الأعلى، فهذا خطأ عظيم.

٧ - التحذير من الكفر بآيات الله، لقوله: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

٨ - أنه إذا كان التحذير من الكفر بآيات الله؛ فعلى العكس من ذلك الحثُّ على الإيمان بآيات الله؛ لأن القدح في الشيء مدح لضده.

<<  <  ج: ص:  >  >>