لما ذكر الله سبحانه وتعالى خيانة أهل الكتاب في الأمور الدينية ولبسهم الحق بالباطل، وعُتوَّهم وعنادهم ونفاقهم وتغريرهم للمؤمنين، ذكر حالهم في الأمور الدنيوية في المال، فقسَّمهم الله تعالى إلى قسمين:
فقال:{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} فهذا يشمل اليهود والنصارى، وسُموا أهل كتاب لأنهم هم الذين عندهم بقايا من الدين النازل على الأنبياء. فاليهود عندهم بقايا من التوراة، والنصارى عندهم بقايا من الإنجيل.
{مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ} هنا يجب الإظهار؛ لأن الهمزة همزة قطع، فيقال:{مَنْ إِنْ} خلاف لما يصدر من بعض الناس، حتى من أئمة المساجد، بقول:(من ان تأمنه)! وهذا خطأ، لأنه إذا قال:(من ان تأمنه) جعل الهمزة همزة وصل، وهي همزة قطع؛ لأنها (إن) الشرطية {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ}.