للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والخطاب في قوله: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ} يعود على المُخاطب، يعني {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ} أيها المخاطَب {بِقِنْطَارٍ} يعني على قنطار {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}.

والقنطار عبارة عن المال الكثير من الذهب، حدَّه بعضهم بألف دينار، وبعضهم بملء مسك الثور، يعني جلد الثور، من الدنانير، {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} أي: يرُدُّه إليك من غير تغيير ولا نقص. والأداء هو إبلاغ الشيء، ومنه أداء الحديث، ومنه أداء الأمانات: أي إبلاغها إلى مستحقها، فمن يؤده إليك: أي يُعطه إياك سالمًا من كل نقص، وهذا أمين.

وفي قوله: {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} قراءتان: قراءة بكسر الهاء {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} وأخرى بالسكون "يُؤدِّهْ إِلَيْكَ".

ومنهم القسم الثاني: الخائن الذي لا يؤتمن: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}.

والدينار هو الوحدة من النقد الذهبي، وهو ما يُسمى عندنا بالجنيه.

{لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} أي: لا يرده إليك سالمًا بل يُنقِصه ويخون فيه.

{إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} بمعنى إلا إذا بقيت قائمًا عليه، مراقبًا له، ناظرًا في أحواله. فحينئذٍ تَسلَم من خيانته، أما إذا غفلت أدنى غفلة فإنه سوف يخونك. فقسَّم الله عزّ وجل أهل الكتاب الآن إلى قسمين:

القسم الأول: أمين إذا ائتمنته على المال الكثير لم يُنقصه شيئًا، وإن ائتمنته على المال القليل لم يُنقص من باب أولى؛ لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>