للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالواو، وأما الكوني فلا يجوز إلا بـ"ثم" الدالة على الترتيب والمهلة، فإذا قلت في أمر شرعي: الله ورسوله أعلم فهذا صحيح وجائز، وقد أقره النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه فإنه في حديث زيد بن خالد الجهني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم صلاة الصبح على إثر سماء كانت من الليل فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم" (١) فأقرهم لأن المراد هنا العلم الشرعي، لكن في المسائل الكونية لما قال له رجل: "ما شاء الله وشئت" أنكر عليه وقال: "أجعلتني لله عدلًا؟ بل ما شاء الله وحده" (٢).

٣ - أن طاعة الله ورسوله سبب للرحمة؛ لقوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ولكن هل المراد الرحمة العامة أو الخاصة؟ المراد الخاصة؛ لأن العامة حاصلة لنا على كل حال حتى الكفار لهم رحمة من الله لكن رحمة عامة، فالمراد بالرحمة هنا الرحمة الخاصة التي بها سعادة الدنيا والآخرة.

* *

• ثم قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: ١٣٣ - ١٣٤]:

قال: {وَسَارِعُوا} ولم يقل: أسرعوا؛ لأن المفاعلة تكون


(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب يستقبل الإِمام الناس إذا سلم، رقم (٨٤٦). ورواه مسلم، كتاب الإيمان, باب كفر من قال مطرنا بالنوء، رقم (٧١).
(٢) رواه الإِمام أحمد في، مسنده (١٨٤٢، ١٩٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>