للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يختلف، فمن علم من نفسه أنه إذا تصدق بماله لم يخنع لأحد، ولم يذل لأحد، وكان عنده من قوة التوكل على الله والعمل ما يغنيه عن السؤال فهنا يمدح على الصدقة بجميع ماله. وكذلك لو فرض أن الحال تحتاج إلى الصدقة بجميع المال، لكون الناس في ضرورة إلى ذلك، كانت الصدقة بجميع المال أفضل. وأما إذا كان الإنسان يخشى على نفسه أن يتصدق بماله، ويتكفف الناس، فلا يتصدق؛ لأنه لا يمكن أن يفعل شيئًا مستحبًا، ويدع شيئًا واجبًا؛ لأن إعفاف نفسه وأهله واجب، فكونه يتصدق ثم يسأل الناس، لا شك أن هذا إذلال لنفسه. فالصحيح أن المسألة تختلف باختلاف الأحوال واختلاف الأشخاص.

* * *

• قال تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: ٩٣].

قوله: {كُلُّ الطَّعَامِ}: {كُلُّ}: مبتدأ، و {كَانَ حِلًّا} الجملة من (كان) واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ.

وقوله: {إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} مستثنى من كلام تام موجب، إذن يتعين فيه النصب.

وقوله: {فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}: جملة {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} شرطية، واختلف المعربون في مثل هذا التركيب، هل


= الترمذي، كتاب المناقب، باب رجاؤه - صلى الله عليه وسلم - أن يكون أبو بكر ممن يدعى من جميع أبواب الجنة، رقم (٣٦٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>