للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحتاج الشرط إلى جواب أو لا؟ فمنهم من قال: لا يحتاج إلى جواب؛ لأن المعلوم عقلًا أو حسًا كالمذكور، ومنهم من قال: إن الجواب محذوف يدل عليه ما سبق.

وترتيبه على هذا القول: (فاتلوها إن كنتم صادقين فاتلوها)، فيكون الجواب محذوفًا دلَّ عليه ما قبله، ويحتمل أن يُقال: إن الجواب ما سبق.

وقوله: {كُلُّ الطَّعَامِ}: الطعام: ما يطعم. فإن قرن بالشراب صار المراد به ما يحتاج إلى مضغ، والشراب ما لا يحتاج إلى مضغ، إذا قيل طعام وشراب. وأما إذا أطلق وقيل طعام صار شاملًا لما يؤكل وما يشرب، قال الله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [البقرة: ٢٤٩] فسمى شرب الماء طعمًا أو طعامًا.

{كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}:

حلًّا بمعنى حلالًا لبني إسرائيل، سواء كان من النبات، أو من الحيوان، أو من أي شيء كان، يعني أن كل شيء حلال لهم في الأول، وقوله: {لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} بنو إسرائيل هم أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وإسرائيل بمعنى عبد الله، وبنو عمهم هم بنو إسماعيل بن إبراهيم، فإسماعيل وإسحاق أخوان أبوهما إبراهيم، ويعقوب هو ابن إسحاق، وقد بشر الله به جدته على لسان الملائكة: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: ٧١].

وقوله: {إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ}:

<<  <  ج: ص:  >  >>