للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} يعني فكان حرامًا. إذن فهناك حلال في أول الأمر، وهناك حَرام في ثاني الأمر: {إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ}.

أكثر المفسرين على أن المراد بإسرائيل يعقوب. فهو عَلَمٌ على شخص معين، لا على قبيلة معينة. يعني إلا ما حرم إسرائيل نفسُه على نفسه. وقدم شيئًا من الطعام، وأبهمه الله سبحانه وتعالى علينا؛ لأن (ما) اسم موصول، والاسم الموصول مبهم يحتاج إلى بيان ولم يبين، لم يقل الله عزّ وجل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من كذا وكذا، فما حرمه مبهمٌ. وقال بعض أهل العلم: إنه حرم على نفسه أكل الإبل؛ لأنه أصيب بعرق النسا، وهو عرق يمتد من القدم الى الورك في الرِّجل، ويؤلم كثيرًا ويتعب. ولكن هذا من أخبار بني إسرائيل، لا تصدق ولا تكذب. وحينئذٍ لا نجزم بالذي حرم إسرائيل على نفسه، بل نقول هو معلوم عند اليهود، ولكننا لا ندري ما هو؛ لأن الله أبهمه. هذا على القول بأن المراد بإسرائيل علم الشخص، يعني إسرائيل نفسه.

وقيل: المراد بإسرائيل القبيلة كما تقول: قريش، فإن قريشًا كان اسمًا لشخص معين، ثم انتقل من اسم الشخص إلى اسم ذريته القبيلة التي تنسب إليه، فيكون المراد بإسرائيل على هذا القول بني إسرائيل. وإلى هذا ذهب صاحب المنار (١)، أن المراد بإسرائيل بنو إسرائيل. وعلى هذا القول الذي حرم بنو إسرائيل على أنفسهم هذا مبين في القرآن: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ


(١) هو الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>