للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحانه وتعالى، فأعلى شيء هو النظر إلى وجه الله عزّ وجل، والرضوان يليه، ثم المتع الجسدية في الجنة تلي هذا، ولهذا قال: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ} فأفرده بالذكر؛ لأنه نعيم قلب، وما سبقه نعيم بدن وجسد، ولهذا يقول الله عزّ وجل: "إني أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا" (١).

وقوله: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}:

أي: الذين يريدون الدنيا، والذين يريدون الآخرة، فهو بصير بهم بصر نظر وبصر علم، أما بصر النظر فلا يغيب عن نظره شيء، وأما بصر العلم فلا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.

وقوله: {بِالْعِبَادِ} أي: العبودية العامة، فهو بصير بكل العباد، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، متقيهم وعاصيهم، وهو سبحانه وتعالى بصير بمن يستحق أن يكون من المتقين، وبصير بمن يستحق أن يكون من العاصين، المعصية بحكمته وعدله، والطاعة برحمته وفضله.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أهمية هذا النبأ، وذلك من وجهين: الأول: تصديره بـ {قُل}، فهو أمر بتبليغه على وجه الخصوص، وهذا يدل على العناية به، وإلا فكل القرآن قد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقوله للأمة. والثاني: إتيانه بصيغة الاستفهام الدالة على التشويق.


(١) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، رقم (٦٥٤٩). ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة، رقم (٢٨٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>