للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد قوله: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}. وقال: كان مقتضى الحال أن يقال: (ويحذركم الله نفسه والله شديد العقاب) لأن مقام التحذير يقتضي الوعيد.

فأجيب عن ذلك: بأن من رأفته عزّ وجل بالعباد أن حذرهم نفسه، وأخبرهم بأن الأمر عظيم؛ لأن إخبار الإنسان بحقيقة الحال لا شك أنه من الرأفة به.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - التحذير والتذكير لهذا اليوم العظيم الذي يجد فيه الإنسان ما عمل من خير أو سوء.

٢ - وجوب أو على الأقل استحباب تذكر الإنسان لهذا اليوم؛ لأن التقدير بـ (اذكر) يشمل الذكر الخبري والذكر الفكري؛ يعني: التدبر في القلب.

٣ - ثبوت الجزاء لكل نفس. وهل هذا على عمومه، أو مستثنى منه من لا يكلف؟ يحتمل؛ إن نظرنا إلى عموم اللفظ قلنا: إنه شامل، وغير المكلف يكتب له ولا يكتب عليه؛ فيكون ما عمل من خير محضرًا، وما عمل من سوء فهو مرفوع عنه. ويحتمل أن يراد بها النفوس التي يلحقها الجزاء عقوبة وكرامة، وهي الأنفس المكلفة. ولا شك أنه ليس على عمومه فيما يتعلق بالبهائم، فإن البهائم لا تجد هذا.

٤ - كمال قدرة الله عزّ وجل بإحضار ما عمله الإنسان من قليل وكثير؛ لقوله: {مَا} الموصولة التي تفيد العموم.

٥ - كمال رقابته عزّ وجل، وأنه لا يفوته شيء، فما عمل الإنسان فسوف يجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>