٧ - أن الشر يسوء صاحبه، {وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ}.
٨ - إثبات الشعور في ذلك اليوم، لقوله:{تَوَدُّ} لأن المودة خالص المحبة، وهي فرع عن الشعور بالشيء.
٩ - كراهة المسيء لما عمله في ذلك اليوم، وأنه يحب أن يكون بينه وبينه كما بين المشرق والمغرب؛ لقوله:{تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}.
وهكذا يود الإنسان أن يكون بينه وبين عمله السيئ الأمدُ البعيد، وبينه وبين قرين السوء الأمد البعيد. قال تعالى {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف: ٣٦ - ٣٨] فهم في الدنيا أصدقاء، لكن في الآخرة أعداء.
١٠ - رحمة الله تعالى بعباده بتحذيرهم نفسه، لئلا يقعوا في عقوبته ونقمته؛ لقوله:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}.
١١ - أنه ينبغي استعمال الأسلوب المناسب للحال. فالله عزّ وجل قال في هذه الآية:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} , وفي آيات كثيرة يتحبب إلى عباده عزّ وجل ويتودد إليهم؛ لأن هذا المقام الذي نحن فيه مقام تحذير وتهديد.
١٢ - إثبات الرأفة لله عزّ وجل، بل إثبات الاسم والصفة في قوله:{رَءُوفٌ} والرأفة أشد الرحمة وأرقها. وتأمل قول الله تعالى عن نفسه:{وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}. وقوله عن نبيه:{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: ١٢٨] , فإن رأفة الله عامة، أما رأفة